المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1425 [ 733 ] وعن ابن عمر ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة قائما ، ثم يجلس ، ثم يقوم ، قال : كما تفعلون اليوم .

رواه البخاري (920)، ومسلم (681)، وأبو داود (1092)، والترمذي (506)، والنسائي (3 \ 109)، وابن ماجه (1103) .


وقول كعب بن عجرة : انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا : يدل على خلاف قول أبي حنيفة ; حيث رأى أن الخطيب إن شاء قام ، وإن شاء قعد في [ ص: 502 ] خطبته .

ويدل حديثا ابن عمر وجابر بن سمرة بعده على مشروعية الجلوس في وسطها ، وقد اختلف في ذلك . قال القاضي أبو الفضل : اختلف أئمة الفتوى في حكم الجلوس بين الخطبتين ; فذهب مالك وأبو حنيفة وأصحابهما وجمهور العلماء إلى أنه سنة ، وإن لم يجلس فقد أساء ، ولا شيء عليه . وقال الشافعي : هي فرض ، ومن لم يجلسها فكأنه لم يخطب ، ولا جمعة له . وقد حكي عن مالك نحوه ، ورأى مالك والشافعي وأبو ثور : الجلوس على المنبر قبل القيام إلى الخطبة ، ومنعه أبو حنيفة ، وقد روي عن مالك ، وهو غير معروف من مذهبه .

التالي السابق


الخدمات العلمية