المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1451 (8) باب

ما يقرأ به في صلاة الجمعة ، وفي صبح يومها

[ 746 ] عن ابن أبي رافع قال : استخلف مروان أبا هريرة على المدينة ، وخرج إلى مكة ، فصلى لنا أبو هريرة الجمعة ، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة : إذا جاءك المنافقون قال : فأدركت أبا هريرة حين انصرف ، فقلت له : إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة ، فقال أبو هريرة : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما يوم الجمعة .

وفي رواية : فقرأ بسورة الجمعة في السجدة الأولى ، وفي الآخرة : إذا جاءك المنافقون

رواه مسلم (877)، وأبو داود (1124)، والترمذي (519)، وابن ماجه (1118) .


[ ص: 516 ] (8) ومن باب : ما يقرأ في صلاة الجمعة

قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة بسورتها ليذكرهم بأمرها ، ويبين تأكيدها وأحكامها ، وأما قراءة سورة المنافقين فلتوبيخ من يحضرها من المنافقين ; لأنه قل من كان يتأخر عن الجمعة منهم ; إذ قد كان هدد على التخلف عنها بحرق البيوت على من فيها ، ولعل هذا - والله أعلم - كان في أول الأمر ، فلما عقل الناس أحكام الجمعة وحصل توبيخ المنافقين ; عدل عنها إلى قراءة : سبح اسم ربك الأعلى ، و هل أتاك حديث الغاشية ، على ما في حديث عباد بن بشر ; لما تضمنتاه من الوعظ والتحذير والتذكير ، وليخفف أيضا عن الناس ; كما قال : إذا أممت [ ص: 517 ] الناس فاقرأ بـ والشمس وضحاها ، و سبح اسم ربك الأعلى ، و هل أتاك حديث الغاشية .

التالي السابق


الخدمات العلمية