المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1472 (5) أبواب صلاة العيدين

(1) باب

الخروج إلى المصلى في العيدين ، وخروج النساء

[ 751 م 2 ] - عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج يوم الفطر ويوم الأضحى ، فيبدأ بالصلاة ، فإذا صلى صلاته وسلم ، قام فأقبل على الناس ، وهم جلوس في مصلاهم ، فإن كان لهم حاجة ببعث ذكره للناس ، أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها . وكان يقول : تصدقوا ، تصدقوا ، تصدقوا ، وكان أكثر من يتصدق النساء ، ثم ينصرف . فلم يزل كذلك ، حتى كان مروان بن الحكم ، فخرجت مخاصرا مروان ، حتى أتينا المصلى ، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن ، فإذا مروان ينازعني يده ، كأنه يجرني نحو المنبر ، وأنا أجره نحو الصلاة ، فلما رأيت ذلك منه . قلت : أين الابتداء بالصلاة ؟ فقال : لا ، يا أبا سعيد ! قد ترك ما تعلم . قلت : كلا ، والذي نفسي بيده ! لا تأتون بخير مما أعلم - ثلاث مرار - ثم انصرف .

رواه أحمد (1 \ 36 و 42)، والبخاري (304)، ومسلم (889)، والنسائي (3 \ 187)، وابن ماجه (1288) .


[ ص: 523 ] (5)

ومن أبواب العيدين

سمي العيد عيدا ; لعوده وتكرره في كل سنة ، وقيل : لعوده بالفرح والسرور ، وقيل : سمي بذلك على جهة التفاؤل ; لأنه يعود على من أدركه . واختلف في حكم صلاة العيدين ، فالجمهور على أنها سنة ، وعن أبي حنيفة : أنها واجبة . وقال الأصمعي : إنها فرض .

[ ص: 524 ] وقوله : مخاصرا مروان ; أي : محاذيا له ، وأصله من الخصر ، وكأنه حاذى خاصرته .

وقوله : ينازعني يده ; أي : يجاذبني ، وكلا بمعنى : لا ; كما قال الشاعر :

فقالوا قد بكيت فقلت كلا



أي : لا . وقد تقدم ذكر أول من قدم الخطبة على الصلاة في الإيمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية