المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1504 (3) باب

ما جاء أن في كل ركعة ثلاث ركعات

[ 777 ] عن عبيد بن عمير ، عن عائشة : أن الشمس انكسفت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقام قياما شديدا ، يقوم قائما ، ثم يركع ، ثم يقوم ثم يركع ، ثم يقوم ثم يركع ، ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات . فانصرف وقد تجلت الشمس ، وكان إذا ركع قال : الله أكبر ، ثم يركع ، وإذا رفع رأسه ، قال : سمع الله لمن حمده . فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما من آيات الله ، يخوف الله بهما ، فإذا رأيتم كسوفا فاذكروا الله حتى تنجليا .

وفي رواية : أنها قالت : صلى ست ركعات ، وأربع سجدات .

رواه مسلم (901) (60) .


[ ص: 558 ] (3) ومن باب : ما جاء أن في كل ركعة ثلاث ركوعات أو أكثر

قولها : وركوعه نحو من سجوده ; تعني : أن سجوده فيهما كان طويلا ، إلا أنه دون الركوع ; لأنه قد نص : على أنه كان يطول كل ركعة ، غير أنه كان يطول في المتقدمة أكثر مما يطول في التي تليها . فإذا كانت كل ركعة طويلة والسجود نحو الركوع ; لزم أن يكون السجود طويلا ، وقد نصت على ذلك في حديث آخر فقالت : ما ركعت ركوعا ولا سجدت سجودا كان أطول منه ، وفي حديث أبي موسى : فقام فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ، وهو حجة لقول مالك في المدونة ، وقول إسحاق وبعض أصحاب الحديث ، وحكي عن الشافعي ، وقال [ ص: 559 ] مالك في المختصر : إنه لا يطول السجود ، وإنه كسائر الصلوات ، وهو المعروف من قول الشافعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية