المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1520 (6) باب

ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل

[ 783 ] عن عبد الرحمن بن سمرة ، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ كسفت الشمس ، فنبذتها : فقلت : والله ! لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كسوف الشمس . قال : فأتيته وهو قائم في الصلاة ، رافع يديه ، فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو ، حتى حسر عنها ، قال : فلما حسر عنها قرأ سورتين ، وصلى ركعتين .

وفي رواية : فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل ، حتى جلي عن الشمس ، فقرأ سورتين وصلى ركعتين .

رواه مسلم (913) (25 و 26) ، وأبو داود (1195) ، والنسائي (3 \ 125) .


[ ص: 563 ] (6) ومن باب : ما جاء أن كسوف الشمس ركعتان كسائر النوافل

أرتمي ; أي : أرمي الغرض . يقال : رمى وارتمى بمعنى واحد .

[ ص: 564 ] ونبذتها : رميتها من يدي . وحسر : كشف .

وقوله : قرأ سورتين ، وصلى ركعتين ، قد تقدم الكلام عليه ، ونزيد هنا تنبيها ; وهو : أن ظاهر هذا الحديث : أن صلاته هاتين الركعتين لم يكن لأجل أنها صلاة الكسوف ; لأنه إنما صلى بعد الانجلاء ، وهو الزمان الذي يفرغ فيه من العمل فيها ; لأنه الغاية التي مد فعل صلاة الكسوف إليها بقوله : فصلوا حتى ينجليا ، فلا حجة فيه للكوفيين ; غير أنه قد روى أبو داود من حديث النعمان بن بشير قال : كسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها ، حتى انجلت ، وهذا معتمد قوي للكوفيين ; غير أن الأحاديث المتقدمة أصح وأشهر ، ويصح حمل هذا الحديث على أنه بين فيه جواز مثل هذه الصلاة في الكسوف ، وإن كان المتقرر في الأحاديث المتقدمة هو السنة . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية