المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1530 (3) باب ما جاء في البكاء على الميت ، وعنده

[ 791 ] عن أم سلمة ، قالت : لما مات أبو سلمة قلت : غريب في أرض غربة ، لأبكينه بكاء يتحدث عنه ، فكنت قد تهيأت للبكاء عليه ، إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني ، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه ؟ مرتين ، فكففت عن البكاء فلم أبك .

رواه مسلم (922) .


(3) ومن باب : ما جاء في البكاء على الميت

قول أم سلمة : لأبكينه بكاء يتحدث عنه ; أي : تنوح عليه نياحة شديدة ، وذلك منها على ما كانوا عليه من النياحة والاجتماع لها قبل أن يبلغها تحريم النياحة . والله أعلم .

والصعيد هنا : أعالي الأرض ، وكأنها تريد عوالي المدينة ، ومنه : صعيد مصر ; أي : أعلى بلادها . وتسعدني معناه : توافقني على النياحة .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه مرتين : [ ص: 575 ] يحتمل ذلك - والله أعلم - أن يكون بسبب صحة إسلام أبي سلمة ، وحسن هجرته .

التالي السابق


الخدمات العلمية