المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1550 (6) باب التشديد في النياحة ، وما جاء في اتباع الجنائز

[ 803 ] عن أبي مالك الأشعري ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أربع في أمتي من أمر الجاهلية ، لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ، وقال : النائحة إذا لم تتب قبل موتها ، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب .

رواه أحمد (5 \ 342) ، ومسلم (934) .


(6) ومن باب : التشديد في النياحة

قوله - صلى الله عليه وسلم - : أربع في أمتي من أمر الجاهلية ; أي : من شأنهم وخصالهم .

و " لا يتركونهن " ، يعني : غالبا .

والفخر في الأحساب ; يعني : الافتخار بالآباء الكبراء والرؤساء ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي ، الناس كلهم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب .

والطعن في الأنساب : استحقارها وعيبها ، وقد تقدم الكلام على الاستسقاء بالنجوم . والاستسقاء : استدعاء السقيا وسؤاله ، وكأنهم كانوا يسألون من النجوم أن تسقيهم ; بناء منهم على اعتقادهم الفاسد في أن النجوم توجد المطر وتخلقه .

[ ص: 588 ] والسربال : واحد السرابيل ، وهي : الثياب والقمص ، يعني : أنهن يلطخن بالقطران ، فيصير لهن كالقمص ، حتى يكون اشتعال النار والتصاقها بأجسادهن أعظم ، ورائحته أنتن ، وألمها بسبب الحر أشد .

التالي السابق


الخدمات العلمية