المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
752 [ 382 ] وعنها ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده : سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح .

رواه أحمد (6 \ 35 و 94)، ومسلم (487) (223)، وأبو داود (872)، والنسائي (2 \ 224) .


وقوله : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، يقال : سبوح قدوس - بضم [ ص: 91 ] السين والقاف وفتحهما - ، مرفوعان على خبر المبتدأ المضمر ، تقديره : أنت سبوح قدوس ، وقد قيلا بالنصب فيهما على إضمار فعل ; أي : أعظم ، أو : أذكر ، أو : أعبد ، وعدلا عن التسبيح ، والتقديس للمبالغة . وقد تقدم معنى : سبحان ، وأما القدوس [فهو من القدس] ; وهي الطهارة . والقدس : السطل الذي يستقى به ، ومنه : البيت المقدس ; أي : المطهر .

ورب الملائكة ; أي : مالكهم وخالقهم ورازقهم ; أي : مصلح أحوالهم ، وقد تقدم الكلام في الملائكة . والروح هنا : جبريل - عليه السلام - ; كما قال : نـزل به الروح الأمين على قلبك [ الشعراء : 193 - 194 ] ، وخصه بالذكر وإن كان من الملائكة تشريفا وتخصيصا ; كما قال تعالى : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال [ البقرة : 98 ] فخصهما بالذكر تشريفا لهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية