المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1672 [ 869 ] وعن عائشة ، أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله : إن أمي افتلتت نفسها ، ولم توص ، وأظنها لو تكلمت تصدقت . . . . . أفلها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : نعم .

رواه أحمد (6 \ 51)، والبخاري (2760)، ومسلم (1004) والنسائي (6 \ 250) .


وقوله : " [إن] أمي افتلتت نفسها " : الرواية المعروفة عند الجمهور : " افتلتت [ ص: 49 ] - بالفاء - مبنيا لما لم يسم فاعله ; أي : ماتت فلتة ; أي : فجأة . و " نفسها " : بالرفع والنصب ، فالرفع على أنه المفعول الذي لم يسم فاعله ، والنصب على أنه المفعول الثاني بإسقاط حرف الجر ، والأول مضمر ، وهو المقام مقام الفاعل .

ورواه ابن قتيبة : " اقتتلت " - بالقاف - ، وفسره بأنها كلمة تقال لمن مات فجأة ، وتقال أيضا لمن قتلته الجن والعشق .

وقوله : " فهل لها أجر إن تصدقت عنها " ; الرواية الصحيحة بكسر الهمزة من " إن " على الشرطية ، ولا يصح قول من فتحها ; لأنه إنما سأل عما لم يفعله .

ولم يختلف في مقتضى هذا الحديث ، وهو : أن الصدقة بالمال نافعة للميت . واختلف في عمل الأبدان هل ينفع الميت إذا فعل عنه ؟ فمن حمله على المال قال : ينفعه ، ومن لم يحمله عليه وأخذ بقوله تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى قال : لا ينفعه . وسيأتي كمال هذه المسألة في الصوم والحج إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية