المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1688 (12) باب

الصدقة وقاية من النار

[ 883 ] عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما منكم أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) .

وفي رواية : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر النار فتعوذ منها ، وأشاح بوجهه ثلاث مرات ، ثم قال : (اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة) .

رواه أحمد (4 \ 258 و 259)، والبخاري (1417)، ومسلم (1016) .


[ ص: 61 ] (12) ومن باب: الصدقة وقاية من النار

الترجمان : المفسر للكلام ، والمترجم له . ويقال : ترجمان ، بالفتح وبالضم .

وقوله : ( أيمن منه ، وأشأم منه ) ; كلاهما منصوب على الظرف ، ويعني بهما : يمينه وشماله . مأخوذ من اليد اليمنى والشؤمى .

وقوله : ( واتقوا النار ) ; أي : اجعلوا بينكم وبينها وقاية من الصدقات وأعمال البر .

وقوله : " وأشاح بوجهه " ، قال الخليل : أشاح بوجهه عن الشيء : نحاه [ ص: 62 ] عنه . قلت : وهذا هو معناه في هذا الحديث . وقال الفراء : المشيح على معنيين : المقبل إليك ، والمانع لما وراء ظهره .

التالي السابق


الخدمات العلمية