المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1708 (18) باب من أحصى أحصي عليه والنهي عن احتقار قليل الصدقة وفضل إخفائها

[ 896 ] عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (انفحي أو انضحي أو أنفقي ، ولا تحصي فيحصي الله عليك ، ولا توعي فيوعي الله عليك) .

رواه أحمد (6 \ 345 و 346 )، والبخاري (1433)، ومسلم (1029)، والنسائي (5 \ 73-74) .


[ ص: 73 ] (18) ومن باب: من أحصى أحصي عليه

قوله : ( انفحي أو انضحي أو أنفقي) ، [معناه] : أعطي ، وأصل النفح : الضرب بالعصا أو بالسيف ، وكأن الذي ينفق يضرب المعطى له بما يعطيه . ويحتمل أن يكون من نفح الطيب : إذا تحركت رائحته ; إذ العطية تستطاب كما تستطاب الرائحة الطيبة ، أو من " نفحت الريح " ، إذا [هبت] باردة ، فكأنه أمر بعطية سهلة كثيرة .

وفي حديث أبي ذر : " ونفح به يمينا وشمالا " ; أي : أعطاه في كل وجه . وأصل النضح : الرش . وكأنه أمره بالتصدق بما تيسر ، وإن كان قليلا .

وفي الحديث : ( ارضخي ) ; أي : أعطي بغير تقدير . ومنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرضخ للنساء من الغنيمة ، ولا يضرب لهن بسهم . ويفيد تكرار هذه الألفاظ تأكد أمر الصدقة ، والحض عليها على أي حال تيسرت بكثير أو قليل ، بمقدر أو بغير مقدر ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية