المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1710 [ 897 ] وعنها ; أنها جاءت للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير ، فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي ؟ فقال : (ارضخي ما استطعت ، ولا توعي فيوعي الله عليك) .

رواه أحمد (6 \ 354)، والبخاري (1434)، ومسلم (1029)، والنسائي (5 \ 74) .


[ ص: 74 ] وقولها : " ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير " ; تعني : ما يدخل عليها للإنفاق عليها وعلى أهل بيتها ، وهذا محمول على ما تقدم .

وقوله : ( فلا تحصي فيحصي الله عليك ) ; أي : لا تبخلي فتجازين على بخلك . وأصل هذا: من الإحصاء الذي هو العد . وعبر عن البخل بالإحصاء ; لأن البخيل يعد ماله ويتحرز به ، ويغار عليه .

وقوله : ( ولا توعي فيوعي الله عليك ) ; أي : لا تمسكي المال في الوعاء فيمسك الله فضله وثوابه عنك . وفي غير مسلم : (ولا توكي فيوكي عليك) ; أي : لا تربطي . والوكاء : الخيط الذي يشد به . وهذا كله من باب مقابلة اللفظ باللفظ .

ومعنى ما ذكر : أنك إذا فعلت ذلك جزيت عليه بنسبة ما فعلت .

التالي السابق


الخدمات العلمية