المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1722 (20) باب

من أحق باسم المسكنة وكراهة المسألة للناس

[ 906 ] عن أبي هريرة ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان) قالوا : فما المسكين يا رسول الله ؟ قال : (الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا) .

رواه أحمد (2 \ 260 و 469 )، والبخاري (1476)، ومسلم (1039) (102)، وأبو داود (1631)، والنسائي (5 \ 84-85) .


[ ص: 84 ] (20) ومن باب: من أحق باسم المسكنة

" المسكين " مفعيل من السكون ، فكأنه من عدم المال سكنت حركاته ووجوه مكاسبه ، ولذلك قال تعالى : أو مسكينا ذا متربة ; أي : لاصقا بالتراب . وعند الأصمعي : أنه أسوأ حالا من الفقير . وعند غيره : عكس ذلك . وقيل : هما اسمان لمسمى واحد .

ومعنى قوله : ( ليس المسكين بالطواف عليكم . . . ) ، إلى آخره ; أي : الأحق باسم المسكين هذا الذي لا يجد غنى ، ولا يتصدق عليه ، وهذا كقوله : (ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) ، ومثل هذا كثير .

التالي السابق


الخدمات العلمية