المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1745 [ 920 ] وعنه ، أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى إذا نفد ما عنده ، قال : ( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء خيرا وأوسع من الصبر) .

رواه أحمد (3 \ 93)، والبخاري (1469)، ومسلم (1053)، وأبو داود (1644)، والترمذي (2024)، والنسائي (5 \ 95-96) .


[ ص: 99 ] وقوله : ( ومن يستعفف ) ; أي : عن السؤال للخلق .

( يعفه الله ) ; أي : يجازه على استعفافه بصيانة وجهه ، ورفع فاقته .

وقوله : ( ومن يستغن ) ; أي : بالله ، وبما أعطاه . ( يغنه ) ; أي : يخلق في قلبه غنى ، أو يعطه ما يستغني به عن الخلق .

وقوله : ( ومن يتصبر ) ; أي : يستعمل الصبر . و ( يصبره ) : يقوه ، ويمكنه من نفسه حتى تنقاد له ، وتذعن لتحمل الشدائد ، وعند ذلك يكون الله معه ، فيظفره بمطلوبه ، ويوصله إلى مرغوبه .

التالي السابق


الخدمات العلمية