المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1771 [ 934 ] وعن علي قال : إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل ، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية ، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة) .

رواه أحمد (1 \ 131)، والبخاري (6930)، ومسلم (1066)، وأبو داود (4767)، والنسائي (7 \ 119) .


وقوله : " الحرب خدعة " ; اللغة الفصيحة في " خدعة " فتح الخاء وسكون الدال ، وهو الذي حكاه ابن السكيت وأبو عبيد ، وهي لغة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وحكى فيها بعض اللغويين ضم الخاء وسكون الدال ، وحكي فيها لغة ثالثة ، وهي أقلها : - بضم الخاء ، وفتح الدال - ، فخدعة - بالفتح - ; أي : ذات خداع ، فإنها مصدر محدود بالهاء . فأما " خدعة " وخدعة " ، فنحو : " ضحكة " وضحكة " ، كما تقدم .

وقوله : ( يقولون من خير قول البرية ) ، قال بعض العلماء : يعني بذلك ما صدر عنهم من قولهم : " لا حكم إلا لله " ، وذلك حين التحكيم ، ولما سمعهم علي [ ص: 118 ] رضي الله عنه قال : " كلمة حق أريد بها باطل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية