المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1820 [ 956 ] وعن أبي البختري قال: خرجنا للعمرة ، فلما نزلنا ببطن نخلة قال: تراءينا الهلال ، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين . وقال بعض القوم : هو ابن ثلاث ، قال: فلقينا ابن عباس فقلنا: إنا تراءينا الهلال ، فقال بعض القوم : هو ابن ثلاث ، وقال بعض القوم : هو ابن ليلتين فقال: أي ليلة رأيتموه ؟ قال: قلنا: ليلة كذا وكذا . فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله مده للرؤية فهو لليلة رأيتموه .

وفي رواية : إن الله قد أمده لرؤيته ، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة .

رواه مسلم (1088) (29) .


و ( بطن نخلة ) : موضع معروف بذات عرق ، ولذلك قال في رواية أخرى في الأصل : قال أبو البختري : أهللنا رمضان ونحن بذات عرق .

[ ص: 145 ] وقوله : فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله مده للرؤية ) ; هكذا صحت روايتنا فيه ، وهكذا الأصول الصحيحة ، والنسخ المقيدة ، وقد سقط في بعض النسخ لمن لا يضبط ولا يحفظ : ( قال : إن الله ) ، فيبقى اللفظ : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مده للرؤية) ; وهو خطأ صراح ، لا يقبل الإصلاح . ووقع في إحدى الروايتين : (مده) ثلاثيا . وفي الأخرى : (أمده) رباعيا .

قال القاضي أبو الفضل عياض : هما بمعنى : أطال له مدة الرؤية ، ومنه قوله تعالى : وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون وقرئ بالوجهين . أي : يطيلون لهم . وقال غيره : مد : من الامتداد . وأمد : من الإمداد ، وهو الزيادة . ومنه : أمددت الجيش بمدد . ويجوز أن يكون : أمده من المدة . قال صاحب الأفعال : أمددتك مدة : أعطيتكها .

التالي السابق


الخدمات العلمية