المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1878 (11) باب

من أجهده الصوم حتى خاف على نفسه وجب عليه الفطر

[ 987 ] عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان ، فصام حتى بلغ كراع الغميم ، فصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء ، فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام . فقال: أولئك العصاة ، أولئك العصاة .

رواه ومسلم (1114) (90)، والترمذي (710)، والنسائي (4 \ 177) .


(11) ومن باب: من أجهده وأضعفه الصوم وجب عليه الفطر

هذه الترجمة معضودة بقاعدة الشريعة المقررة في رفع ما لا يطاق . وبأن للمريض أن يفطر . ومن أجهده الصوم وهو مريض ; فإن خاف على نفسه التلف [ ص: 181 ] من الصوم عصى بصومه ، وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: ( أولئك العصاة ) .

وقوله : ( ليس من البر الصيام في السفر ) ; فإنه خرج على قوم سقطوا من جهد الصوم ، حتى ظلل عليهم . فيتناول من كان على مثل حالهم . وأما من لم يكن كذلك ، فحكمه ما تقدم من التخيير . وبهذا يرتفع التعارض بين الأحاديث ، وتجتمع الأدلة كلها ، ولا يحتاج إلى فرض النسخ ; إذ لا تعارض ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية