المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1959 [ 1025 ] وعن ابن عباس قال: ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شهرا كاملا قط غير رمضان ، وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: لا والله! لا يصوم .

رواه أحمد (1 \ 271)، والبخاري (1971)، ومسلم (1157) ، والنسائي (4 \ 199) .


[ ص: 222 ] (21) ومن باب: كيف صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التطوع

سؤال شقيق لعائشة إنما كان عن زمن صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعن مقداره ، ولذلك أجابته بهما ، فقالت : ( كان يصوم حتى نقول : قد صام ، قد صام ، ويفطر حتى نقول : قد أفطر ، قد أفطر ) ; ومعنى هذا : أنه كان يصوم متطوعا ، فيكثر ، ويوالي حتى تتحدث نساؤه وخاصته بصومه ، ويفطر كذلك . ومثل هذا : حديث ابن عباس : كان يصوم حتى يقول القائل : لا يفطر ، ويفطر حتى يقول القائل : لا يصوم .

وبمثل هذا أخبر - صلى الله عليه وسلم - به عن نفسه ، فقال : (بل أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، فمن رغب عن سنتي فليس مني .

[ ص: 223 ] وقولها : ( كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا ) . قيل : إن الكلام الأول يفسره الثاني ، ويخصصه ، وحينئذ يتوافق قولها هذا مع قولها : (ما رأيته أكثر صوما منه في شعبان) . وكذلك قال ابن عباس : إنه - صلى الله عليه وسلم - ما صام شهرا غير رمضان . وقيل : معنى ذلك : أنه كان يصومه مرة كله ، ومرة ينقص منه لئلا يتوهم وجوبه .

وقيل في قولها : كان يصوم شعبان كله ) ; أي : يصوم في أوله ، ووسطه ، وآخره . ولا يخص شيئا منه ، ولا يعمه بصيام . وهذا أبعدها . وقد مضى القول على ما تضمنه أكثر هذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية