المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
168 (38) باب

ما يخاف من سرعة سلب الإيمان

[ 92 ] عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله يبعث ريحا من قبل اليمن ، ألين من الحرير ، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة - وفي رواية : ذرة - من إيمان إلا قبضته .

رواه مسلم ( 117 ) .


[ ص: 325 ] (38) ومن باب ما يخاف من سرعة سلب الإيمان

(وقوله : " إن الله يبعث ريحا من قبل اليمن ، ألين من الحرير ") هذه الريح إنما تبعث بعد نزول عيسى ابن مريم ، وقتله الدجال ، كما يأتي في حديث عبد الله بن عمرو في آخر الكتاب ; الفتن ، غير أنه قال هنا : ريحا من قبل اليمن ، وفي حديث عبد الله : من قبل الشام ; فيجوز أن يكون مبدؤها من قبل اليمن ، ثم تمر بالشام ، فتهب منه على من يليه .

وقبض الإيمان في هذا الحديث هو بقبض أهله ; كما جاء في حديث ابن عمرو ، وقال فيه : ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل ، لدخلت عليه حتى تقبضه ، قال : فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع .

التالي السابق


الخدمات العلمية