المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1997 (5) باب

ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين

[ 1043 ] عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: أريت ليلة القدر ، ثم أنسيتها وأراني صبحها أسجد في ماء وطين قال: فمطرنا صبيحتها ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه .

رواه أحمد مسلم (1168).


[ ص: 252 ] قوله : ( أنسيتها ) ; أي : أنسيت تعينها في تلك السنة ، ومثل هذا النسيان جائز عليه ; إذ ليس بتبليغ حكم يجب العمل به . ولعل عدم تعينها أبلغ في الحكمة ، وأكمل في تحصيل المصلحة ، كما قال: (وعسى أن يكون خيرا لكم) .

ووجه ذلك : أنها إذا لم تعين ، أو كانت متنقلة في العشر ، حرص الناس على طلبها طول ليالي العشر ، فحصل لهم أجرها ، وأجر قيام العشر كله . وهذا نحو مما جرى في تعين الصلاة الوسطى ، وساعة الجمعة ، وساعة الليل ، - والله أعلم - وقد تقدم الكلام على علامات ليلة القدر في كتاب الصلاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية