المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2033 (4) باب

بيان المحل الذي أهل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

[ 1056 ] عن ابن عمر قال: بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما أهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا من عند المسجد يعني ذا الحليفة ، وفي رواية : ما أهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا من عند الشجرة حين قام به بعيره .

رواه أحمد (2 \ 10)، والبخاري (1541)، ومسلم (1186) (23 و 24 )، وأبو داود (1771)، والنسائي (5 \ 162 و 163 ) .


[ ص: 270 ] (4) ومن باب: بيان المحل الذي أهل منه النبي - صلى الله عليه وسلم -

قوله : ( بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ; البيداء : القفر الخالي عن العامر ، ويسمى : مفازة ، على جهة التفاؤل ، وهي مهلكة . وكل مفازة بيداء ، والجمع : بيد ، وهي هنا : عبارة عن المفازة التي بين مكة والمدينة . أولها شرف مرتفع قريب من مسجد ذي الحليفة ، والشجرة هناك ، وهذه المواضع كلها متقاربة .

و ( تكذبون ) هنا : تخطئون . والكذب : الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عليه ، فإن كان مع العمد فهو الكذب المذموم ، وإن كان مع السهو والغلط فهو الخطأ . وقصد ابن عمر بإطلاق الكذب على هذا ليتثبت الناقل أو المفتي ، حتى لا يقول أحد إلا ما يتحقق صحته ، ووجهه .

وقد اختلف النقلة في مهل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال قائل : إنه أهل من المسجد بعد أن صلى ركعتين ، وابن عمر يقول : من الشجرة ، وغيره يقول : من البيداء . وقد صار الناس في الأخذ بهذه الأحاديث على طريقتين ; فمنهم من رجح بعض هذه الروايات . ومنهم من جمع ; بأن قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل في هذه المواضع كلها ، [ ص: 271 ] فأخبر كل منهم بما سمعه ، على ما يأتي من حديث ابن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية