المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
171 (39) باب

الإسلام إذا حسن ، هدم ما قبله من الآثام ، وأحرز ما قبله من البر

[ 94 ] عن عبد الله ، قال : قال أناس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية ؟ قال : أما من أحسن منكم في الإسلام ، فلا يؤاخذ بها ، ومن أساء ، أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام .

وفي رواية : ومن أساء في الإسلام ، أخذ بالأول والآخر .

رواه أحمد ( 1 \ 379 و 462 ) ، والبخاري ( 6921 ) ، ومسلم ( 120 ) .


[ ص: 327 ] (39) ومن باب الإسلام إذا حسن ، هدم ما قبله من الآثام ، وأحرز ما قبله من البر

(قوله : " أما من أحسن منكم في الإسلام ، فلا يؤاخذ بها ، ومن أساء ، أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام ") يعني بالإحسان هنا : تصحيح الدخول في دين الإسلام ، والإخلاص فيه ، والدوام على ذلك من غير تبديل ولا ارتداد .

والإساءة المذكورة في هذا الحديث في مقابلة هذا الإحسان : هي الكفر والنفاق ، ولا يصح أن يراد بالإساءة هنا ارتكاب سيئة ومعصية ; لأنه يلزم عليه ألا يهدم الإسلام ما قبله من الآثام إلا لمن عصم من جميع السيئات إلى الموت ، وهو باطل قطعا ; فتعين ما قلناه .

والمؤاخذة هنا : هي العقاب على ما فعله من السيئات في الجاهلية وفي حال الإسلام ، وهو المعبر عنه في الرواية الأخرى بقوله : أخذ بالأول والآخر . وإنما كان كذلك ; لأن إسلامه لما لم يكن صحيحا ولا خالصا لله تعالى ، لم يهدم شيئا مما سبق ، ثم انضاف إلى ذلك إثم نفاقه وسيئاته التي عملها في حال الإسلام ، فاستحق العقوبة عليها . ومن هنا : استحق المنافقون أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار ; كما قال الله تعالى . ويستفاد منه أن الكفار مخاطبون بالفروع .

[ ص: 328 ] وابن شماسة رويناه بفتح الشين وضمها ، واسمه : عبد الرحمن بن شماسة ، أبوه من بني مهرة ، قبيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية