المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2122 [ 1085 ] وعنها قالت: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأربع مضين من ذي الحجة، أو خمس ، فدخل علي وهو غضبان فقلت: من أغضبك يا رسول الله ! أدخله الله النار ؟ قال: أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى أشتريه، ثم أحل كما حلوا .

رواه مسلم (1211) (130) .


وقولها : ( من أغضبك أدخله الله النار ) ; كأنها سبق لها : أن الذي يغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو منافق ، فدعت عليه بذلك .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة ) ; هذا يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - ما أحرم به متحتما متعينا عليه . وأنه كان مخيرا بين أنواع الإحرام ، فأحرم بأحدها ، ثم إنه لما قلد الهدي لم يمكنه أن يتحلل حتى ينحره يوم النحر بمحله . فمعنى الكلام : لو ظهر لي قبل الإحرام ما ظهر عند دخول مكة من توقف الناس عن التحلل بالعمرة لأحرمت بعمرة ، ولما سقت الهدي ، وإنما قال ذلك تطييبا لنفوسهم ، وتسكينا لهم .

وقوله : ( حتى أشتريه ) ; يعني بمكة ، أو ببعض جهاتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية