المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2178 (24) باب إباحة العمرة في أشهر الحج

[ 1108 ] عن ابن عباس قال: كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرا، ويقولون: إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر. قدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه صبيحة رابعة ، مهلين بالحج ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة . فتعاظم ذلك عندهم فقالوا: يا رسول الله! أي الحل ؟ قال: الحل كله .

رواه أحمد (1 \ 252)، والبخاري (1564)، ومسلم (1240) (198)، وأبو داود (1987)، والنسائي (5 \ 180) .


[ ص: 363 ] (24) ومن باب: إباحة العمرة في أشهر الحج

قوله : ( كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ) أي : من أفحش الفواحش ، ويعني أهل الجاهلية ، وكان ذلك من تحكماتهم المبتدعة .

وقوله : ( ويجعلون المحرم صفر ) أي : يسمونه به ، وينسبون تحريمه إليه ، لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم ، فتضيق عليهم بذلك أحوالهم. وحاصله : أنهم كانوا يحلون من الأشهر الحرم ما احتاجوا إليه ، ويحرمون مكان ذلك غيره ، وكان الذين يفعلون ذلك يسمون : النسأة ، وكانوا أشرافهم. وفي ذلك قال شاعرهم :


ألسنا الناسئين على معد شهور الحل نجعلها حراما

فرد الله تعالى كل ذلك بقوله تعالى : إنما النسيء زيادة في الكفر الآية .

وقوله : ( ويقولون : إذا برأ الدبر ، وعفا الأثر ، وانسلخ صفر ، حلت العمرة لمن اعتمر ) فـ ( برأ ) : أفاق . و ( الدبر ) يعني به : دبر ظهور الإبل عند انصرافها من الحج . و ( عفا الأثر ) : انمحى ودرس. الخطابي : يعني أثر الدبر. وفيه بعد. وقال غيره : يعني أثر الحاج من الطرق. و (عفا) من الأضداد . يقال : عفا الشيء : كثر ، وقل ، وظهر وخفي ، مثله.

التالي السابق


الخدمات العلمية