المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2271 [ 1142 ] وعن عائشة أنها قالت: استأذنت سودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة ، تدفع قبله، وقبل حطمة الناس ، وكانت امرأة ضخمة ثبطة ، قالت: فأذن لها ، فخرجت قبل دفعة الناس ، وحبسنا حتى أصبحنا ، فدفعنا بدفعه ، ولأن أكون استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، كما استأذنته سودة ، فأكون أدفع بإذنه ، أحب إلي من مفروح به .

وفي رواية : قالت عائشة: فاستأذنت سودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تفيض من جمع بليل . فأذن لها. وفيها وكانت عائشة: لا تفيض إلا مع الإمام .

وفي أخرى : قالت عائشة : وددت أني كنت استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة ، فأصلي الصبح بمنى ، فأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس.


رواه البخاري (1680)، ومسلم (1290)، والنسائي ( 5 \ 292 )، وابن ماجه (3027).


و ( حطم الناس ) : زحمتهم ; لأن بعضهم يحطم بعضا من أجل الزحام ، وأصل الحطم : كسر الحطام ، [ ص: 394 ] وهو اليابس من الزرع وغيره .

و ( الثبطة ) : الثقيلة ، كأنها تثبط بالأرض ; أي : تتثبت ، وتتحبس.

و ( المفروح به ) : هو كل شيء معجب ، له بال ، بحيث يفرح به ; كما قد جاء في غير موضع : (هو أحب إلي من حمر النعم) .

التالي السابق


الخدمات العلمية