المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2286 [ 1148 ] وعن جابر بن عبد الله قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النحر ، ويقول لنا : خذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه.

رواه مسلم ( 1297)، وأبو داود (1970)، والنسائي ( 5 \ 270).


و (قوله لنا : ( خذوا مناسككم ) ; صحيح روايتنا فيه : (لنا) بلام الجر المفتوحة ، والنون ، وهو الأفصح . وقد روي : (لتأخذوا) بكسر اللام للأمر ، وبالتاء باثنتين من فوقها ، وهي لغة شاذة . وقد قرأ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فبذلك فليفرحوا [يونس: 58] وهو أمر للاقتداء به ، وحوالة على فعله الذي وقع به البيان لمجملات الحج في كتاب الله. وهذا كقوله لما صلى : (صلوا كما رأيتموني أصلي) . ويلزم من هذين الأمرين : أن يكون الأصل في أفعال الصلاة والحج [ ص: 400 ] الوجوب ; إلا ما خرج بدليل ; كما ذهب إليه أهل الظاهر ، وحكي عن الشافعي .

وكونه - صلى الله عليه وسلم - رمى راكبا ليظهر للناس فعله على ما قررناه في طوافه ، وسعيه في حديث جابر .

التالي السابق


الخدمات العلمية