المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2307 (41) باب

طواف الإفاضة يوم النحر ونزول المحصب يوم النفر

[ 1161 ] عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى. قال نافع: فكان ابن عمر يفيض يوم النحر، ثم يرجع فيصلي الظهر بمنى ، ويذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم- فعله.

رواه أحمد ( 2 \ 34 ) ومسلم ( 1308) وأبو داود ( 1998).

[ 1162 ] وعن عبد العزيز بن رفيع ، قال: سألت أنس بن مالك فقلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى ، قلت: فأين صلى العصر يوم النحر. قال: بالأبطح، ثم قال: افعل ما يفعل أمراؤك .

رواه البخاري ( 1763)، ومسلم ( 1309)، وأبو داود (1912)، والترمذي (964)، والنسائي ( 5 \ 249 ).

[ 1163 ] وعن نافع أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة، وكان يصلي الظهر يوم النفر بالحصبة. قال نافع: قد حصب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والخلفاء بعده .

رواه مسلم (1310) (338).
[ ص: 410 ] (41) ومن باب: طواف الإفاضة

لم يختلف في: أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج ، وأن سنته يوم النحر . وإنما اختلف فيمن أخره عن يوم النحر على ما قد تقدم ، فإن تركه حتى رجع إلى بلده . فكافتهم: على أنه يرجع فيطوف ، ولا يجزئه إلا ذلك . وروي عن عطاء ، والحسن : يحج من قابل . قال عطاء : ويعتمر . وقد تقدم قول مالك : أن طواف الوداع يجزئه.

وقول ابن عمر : (أنه - صلى الله عليه وسلم - أفاض يوم النحر ، ثم رجع فصلى الظهر بمنى ) [ ص: 411 ] مخالف لما تقدم من حديث جابر : أنه أفاض إلى مكة ، ثم صلى بمكة الظهر . وهذا هو الأصح ، ويعضده حديث أنس ، قال فيه : إنه - صلى الله عليه وسلم - صلى العصر يوم النحر بالأبطح ، وإنما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر بمنى يوم التروية ، كما قال أنس . وما في حديث ابن عمر وهم من بعض الرواة. وقد تقدم : أن التحصيب : نزول المحصب ، وهو الأبطح ، والبطحاء .

و ( خيف بني كنانة ) والخيف : ما انحدر عن الجبل ، وارتفع عن المسيل . وقد أخذ مالك بحديث ابن عمر ، ورأى : أنه ينزل به عند رجوعه من منى ، فيصلي به الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، ثم يدخل مكة أول الليل ; لا سيما للأئمة ، وهو واسع لغيرهم .

قال عياض : وهو مستحب عند جميع العلماء ، وهو عند الحجازيين أوكد منه عند الكوفيين . وكلهم مجمع على : أنه ليس من المناسك التي تلزم ، وإنما فيه اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتبرك بمنازله . وعلى هذا : فقول عائشة : ليس نزول الأبطح سنة ، وقول ابن عباس : ليس التحصيب بشيء ، إنما يعنيان : أنه ليس من المناسك التي يلزم بتركها دم ولا غيره.

التالي السابق


الخدمات العلمية