المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2400 (53) باب

التعريس بذي الحليفة إذا صدر من الحج أو العمرة

[ 1204 ] عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا صدر من الحج والعمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة ، التي كان ينيخ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي رواية : ويصلي بها .


رواه أحمد ( 2 \ 28 ) والبخاري ( 1576)، ومسلم (1257) (431 و 432) ، ومالك في الموطأ ( 1 \ 405 ) وأبو داود (2044)، والنسائي ( 5 \ 126 - 127).

[ 1205 ] وعن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي وهو في معرسه من ذي الحليفة في بطن الوادي ، فقيل: "إنك ببطحاء مباركة" ! قال موسى بن عقبة : وقد أناخ بنا سالم بالمناخ من المسجد الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى معرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينه وبين القبلة وسطا من ذلك .

رواه أحمد ( 2 \ 87 ) والبخاري (1575) ومسلم (1346) (434).


[ ص: 458 ] (53) ومن باب: التعريس بذي الحليفة إذا صدر من الحج أو العمرة

( صدر ) : رجع . والمصدر : الموضع الذي يصدر منه . وبه سمي المصدر النحوي . و (الإناخة) : تنويخ الإبل . يقال : أنخت الجمل فبرك. ولا يقال : فناخ . و (التعريس) : النزول من آخر الليل - قاله الخليل والأصمعي وغيرهما . وقال أبو زيد : عرس القوم في المنزل - نزلوا به ، أي وقت كان من ليل أو نهار ، والأول أعرف . والتعريس بذي الحليفة ليس من سنن الحج ولا العمرة ، ولكنه مستحب تبركا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأيضا : فإنها بطحاء مباركة ، كما جاء في الحديث الآتي بعد ، وقد استحب مالك النزول به والصلاة فيه ، وقال : إن لم يكن وقت صلاة أقام به حتى يحل وقت الصلاة . وقيل : إنما نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - به بالناس لئلا يفجؤوا أهليهم [ ص: 459 ] ليلا ، كما قد نهى أن يأتي الرجل أهله طروقا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة . ومعنى ذلك أن الرجل إذا فجأ أهله من سفره ربما وجدها على حالة يستقذرها من الشعث والتفل ورثاثة الهيئة ، فيكون ذلك سببا لفقد الألفة وعدم الصحبة ، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إرشاد إلى أمر مصلحي ينبغي للأزواج أن يراعوه .

و (يتحرى) : ...

التالي السابق


الخدمات العلمية