المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2460 [ 1241 ] وعن سفيان بن أبي زهير قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تفتح اليمن ، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح الشام ، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق ، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .

رواه أجمد ( 5 \ 220 )، والبخاري (1875) ومسلم (1388) (497) .


وقوله " تفتح اليمن ، فيأتي قوم يبسون فيتحملون " ، رويناه بفتح الياء وبضم الباء وكسرها ثلاثيا ، ورويناه أيضا بضم الياء وكسر الباء رباعيا ، قال الحربي : بسست الغنم والنوق إذا دعوتها. فمعناه : يدعون الناس إلى بلاد الخصب . وقال ابن وهب : يزينون لهم البلاد ويحببونها ، مأخوذ من إبساس الحلوبة كي يدر لبنها . وقال أبو عبيد : معناه يسوقون ، والبس : سوق الإبل .

قلت : والأول أليق بمساق الحديث ومعناه ، وهذا الحديث من دلائل نبوته وصدقه صلى الله عليه وسلم، فإنه أخبر بوقوع أمور قبل وقوعها ثم وقعت بعد ذلك على نحو خبره ، فكان ذلك دليلا على صدقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية