المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
2466 (62) باب

فضل المنبر والقبر

وما بينهما ، وفضل أحد

[ 1243 ] عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة،......... ومنبري على حوضي .

رواه أجمد ( 2 \ 376 )، والبخاري (1196) ومسلم (1391).

[ 1244 ] ونحوه عن عبد الله بن زيد المازني - ولم يقل : ومنبري على حوضي.

رواه أجمد ( 4 \ 40 )، والبخاري (1195) ومسلم (1390) والنسائي ( 2 \ 35 ).

[ 1245 ] وعن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك . . . وساق الحديث ، وفيه: ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني مسرع ، فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث". فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة ، فقال: "هذه طابة ، وهذا أحد ، وهو جبل يحبنا ونحبه" .

رواه أجمد ( 5 \ 424 )، والبخاري (4422) ومسلم (1392).


(62) ومن باب: فضل المنبر والقبر والمسجد

قوله صلى الله عليه وسلم " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " ، الصحيح من [ ص: 503 ] الرواية " بيتي " ، وروي في غير الأم " قبري " مكان " بيتي " ، وجعل بعض الناس هذا تفسيرا لقوله " بيتي " ، والظاهر بيت سكناه ، والتأويل الآخر جائز ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - دفن في بيت سكناه.

قال القاضي عياض : أجمع المسلمون على أن موضع قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل بقاع الأرض كلها ، وقد حمل كثير من العلماء هذا الحديث على ظاهره، فقال : ينقل ذلك الموضع بعينه إلى الجنة . وقال بعضهم : يحتمل أن يريد به أن العمل الصالح في ذلك الموضع يؤدي بصاحبه إلى الجنة .

وقوله " ( ومنبري على حوضي " حمله أكثرهم على ظاهره فقال : يكون منبره ذلك بعينه على حوضه ، وقيل : إن له على حوضه منبرا آخر غير ذلك أعظم وأشرف منه . وقيل : معناه إن ملازمة منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - لسماع الذكر والوعظ والتعلم يفضي بصاحبه إلى الورود على الحوض . وللباطنية في هذا الحديث من الغلو والتحريف ما لا ينبغي أن يلتفت إليه ، والأولى: التمسك بالظاهر ، فقد جاء في الصحيح أن هنالك - أعني في أرض المحشر - أقواما على منابر تشريفا لهم وتعظيما ، كما قال : " إن المقسطين على منابر من نور يوم [ ص: 504 ] القيامة " ، وإذا كان ذلك في أئمة العدل فأحرى الأنبياء ، وإذا كان ذلك للأنبياء فأحرى وأولى بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيكون منبره بعينه ، ويزاد فيه ويعظم ويرفع وينور على قدر منزلته صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون لأحد في ذلك اليوم منبر أرفع منه ; إذ ليس في القيامة أفضل منه صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية