المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
205 (46) باب

من استرعي رعية ، فلم يجتهد ، ولم ينصح لهم

لم يدخل الجنة ، ومن نم الحديث لم يدخل الجنة

[ 110 ] عن معقل بن يسار ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة .

وفي رواية : ما من أمير يلي أمر المسلمين ، ثم لا يجهد لهم ولا ينصح ، إلا لم يدخل معهم الجنة .

رواه أحمد ( 5 \ 25 و 27 ) ، والبخاري ( 7150 ) ، ومسلم ( 142 ) .


(46) ومن باب من استرعي رعية ، فلم ينصح لهم

(قوله : " ما من عبد يسترعيه الله رعية ") الحديث ، هو لفظ عام في كل من كلف حفظ غيره ; كما قال - عليه الصلاة والسلام - : كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن [ ص: 354 ] رعيته ; فالإمام الذي على الناس راع ، وهو مسؤول عن رعيته ، وهكذا الرجل في أهل بيته ، والولد ، والعبد .

والرعاية : الحفظ والصيانة ، والغش : ضد النصيحة . وحاصله : راجع إلى الزجر عن أن يضيع ما أمر بحفظه ، وأن يقصر في ذلك مع التمكن من فعل ما يتعين عليه . وقد تقدم القول على قوله : حرم الله عليه الجنة ، وأن ذلك محمول على ظاهره إن كان مستحلا ، وإن لم يكن مستحلا ، فأحد تأويلاته : أنه إن أنفذ الله عليه الوعيد ، أدخله النار آمادا ، ومنعه الجنة وحرمها عليه في تلك الآماد ، ثم تكون حاله حال أهل الكبائر من أهل التوحيد ; على ما تقدم .

و (قوله : " لم يدخل معهم الجنة ") يشير إلى صحة ما ذكرناه من أنه [ ص: 355 ] لا يدخل الجنة في وقت دون وقت ، وهو تقييد للرواية الأخرى المطلقة التي لم يذكر فيها منعهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية