المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3265 (2) باب

النهي عن الغدر ، وما جاء أن الحرب خدعة

[ 1255 ] عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان .

رواه أحمد ( 2 \ 48 ) والبخاري (6178)، ومسلم (1735) (9)، وأبو داود (2756)، والترمذي (1581).


[ ص: 520 ] (2) ومن باب: النهي عن الغدر

قوله : ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له ) ; هذا منه - صلى الله عليه وسلم - خطاب للعرب بنحو ما كانت تفعل ، وذلك : أنهم يرفعون للوفاء راية بيضاء ، وللغدر راية سوداء ، ليشهروا به الوفي ، فيعظموه ، ويمدحوه ، والغادر فيذموه ، ويلوموه بغدره . وقد شاهدنا هذا فيهم عادة مستمرة إلى اليوم . فمقتضى هذا الحديث : أن الغادر يفعل به مثل ذلك ; ليشهر بالخيانة والغدر ، فيذمه أهل الموقــف ، ولا يبعد أن يكون الوفي بالعهد يرفع له لواء يعرف به وفاؤه وبره ، فيمدحه أهل الموقــف ، كما يرفع لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لواء الحمد فيحمده كل من في الموقــف .

التالي السابق


الخدمات العلمية