المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3370 [ 1305 ] وعن أنس : أن أصحاب محمد كانوا يقولون يوم الخندق :

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا

والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول :


اللهم إن الخير خير الآخرة     فاغفر للأنصار والمهاجرة

.

رواه البخاري (2834)، ومسلم (1805) (130)، والترمذي (3856).


وقولهم : (

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا

) ; تذكير منهم [ ص: 646 ] لأنفسهم بعهد البيعة ، وتجديد منهم لها ، وإخبار منهم له بالوفاء بمقتضاها . ولما سمع منهم ذلك أجابهم ببشارة : (

لا عيش إلا عيش الآخرة

) ، وبدعاء : (

فاغفر للأنصار والمهاجرة

) . و ( المهاجرة ) أجراها صفة مؤنثة على موصوف محذوف فكأنه قال : للجماعة المهاجرة ، الرواية : ( والمهاجرة ) بألف بعد الواو وقبل اللام ، وهو غير موزون ; لأنه سجع ، ولا يشترط فيه الوزن ، ولو اشترط فإن الله تعالى قال : وما علمناه الشعر وما ينبغي له [يس: 69] ولو قال : وللمهاجرة - بلامين- لاتزن ، إذا نقل حركة ( الأنصار ) إلى الساكن .

التالي السابق


الخدمات العلمية