المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3344 (25) باب

في اقتحام الواحد على جمع العدو، وذكر غزوة أحد

وما أصاب فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -

[ 1307 ] عن أنس بن مالك: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ، ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: "من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار ، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا" .

رواه أحمد ( 3 \ 286)، ومسلم (1789).


(25) ومن باب: اقتحام الواحد على جمع العدو

( رهقوه ) ; أي : غشوه ، ولحقوه ، وهو مكسور العين ثلاثيا ، وقد جاء رباعيا بمعنى . ومنه قوله تعالى : ولا ترهقني من أمري عسرا [الكهف: 73] قال ابن الأعرابي : رهقته ، وأرهقته : بمعنى واحد .

[ ص: 649 ] و (قوله -صلى الله عليه وسلم-لصاحبيه) ; يعني بهما : القرشيين المذكورين في أول الحديث . وقوله : ( ما أنصفنا أصحابنا ) ، الرواية : ( أنصفنا ) بسكون الفاء . ( أصحابنا ) بفتح الباء ; يعني بهم : السبعة الذين قتلوا .

قال عياض : أي : لم ندلهم القتال حتى قتلوهم خاصة . وقد رواه بعض شيوخنا : ( ما أنصفنا أصحابنا ) - بفتح الفاء ، وضم الباء من ( أصحابنا ) - وهذا يرجع إلى من فر عنه وتركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية