المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3374 (31) باب

خروج النساء في الغزو

[ 1321 ] عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا، فكان معها فرآها أبو طلحة ، فقال: يا رسول الله! هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك، قالت: يا رسول الله! اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك! فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "يا أم سليم، إن الله قد كفى وأحسن" .

رواه مسلم (1809).


[ ص: 684 ] (31) ومن باب: خروج النساء في الغزو

( الخنجر ) بفتح الخاء : السكين ، ويقال بكسرها . و ( بقرت بطنه ) : شققته ، ووسعته . و ( الطلقاء ) أهل مكة ; لأنه -صلى الله عليه وسلم- من عليهم ، وأطلقهم يوم فتح مكة . و ( من بعدنا ) ; أي : من وراءنا .

وقولها : ( انهزموا بك ) ; أي : انهزموا حتى اتصلت هزيمتهم بك ، أو انهزموا عنك ، بمعنى : فروا ، منكرة ذلك عليهم ، ومقبحة لما فعلوا ، ظانة : أنهم يستحقون القتل على ذلك ، وبأنهم لم يتحققوا في الإسلام .

وقوله : ( إن الله قد كفى وأحسن ) ; أي : كفانا مؤونة العدو ، وأغنانا عمن فر ، وأحسن في التمكين من العدو والظفر به .

التالي السابق


الخدمات العلمية