المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
225 [ 123 ] وعن جابر بن عبد الله ; قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة . قال : فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - ، فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله هذه الأمة.

رواه مسلم ( 156 ) .


و (قوله : " وإمامكم منكم " و " أمكم " أيضا) قد فسره ابن أبي ذئب في الأصل ، وتكميله أن عيسى - عليه السلام - لا يأتي لأهل الأرض بشريعة أخرى ، وإنما يأتي مقررا لهذه الشريعة ، ومجددا لها ; لأن هذه الشريعة آخر الشرائع ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - آخر الرسل . ويدل على هذا دلالة واضحة قول الأمير لعيسى : " تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ; تكرمة الله هذه الأمة " .

و " تكرمة " منصوب على أنه مفعول من أجله . و " ظاهرين " : غالبين عالين . ومنه قوله تعالى : ليظهره على الدين كله [ الصف : 9 ] . و " فج الروحاء " موضع معروف .

التالي السابق


الخدمات العلمية