المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3342 (18) باب

وفاء الإمام بما عقده غيره إذا كان العقد جائزا

ومتابعة سيد القوم عنهم

[ 1444 ] عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي –حسيل -، قال: فأخذنا كفار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا: ما نريد إلا المدينة ! فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر، فقال: " انصرفا، نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم".

رواه مسلم (1787).
(18) ومن باب وفاء الإمام بما عقده غيره

قول حذيفة " خرجت أنا وأبي حسيل "، روي بالتصغير والتكبير؛ أي: حسلا، وهو اسم لوالد حذيفة ، واليمان لقب له غالب عليه، وقيل: هو اسم لأحد أجداد حذيفة ، وهو: حذيفة بن حسل بن عامر بن ربيعة بن عمرو بن جروة ، وهو اليمان ، وكان جروة هذا قد أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة ، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليماني لأنه حالف اليمانية.

[ ص: 77 ] وقوله: " انصرفا، نفي لهم بعهدهم "، هكذا وقع ها هنا " نفي " بنون في أول الفعل، وعلى هذا فيكون هو صلى الله عليه وسلم الذي وفى بما عهده حذيفة وأبوه للمشركين، وقد وقع في الجمع بين الصحيحين للحميدي " تفيا " باثنتين من فوقها والألف للاثنين بعد الياء المفتوحة، وعليه فيكون هما اللذان وفيا بما عقداه إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمضاه.

التالي السابق


الخدمات العلمية