1. الرئيسية
  2. المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم
  3. كتاب الإيمان
  4. باب النبي أكثر الأنبياء أتباعا وأولهم تفتح له الجنة وأولهم شفاعة واختباء دعوته شفاعة لأمته

المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
296 [ 153 ] وعن أبي هريرة ; قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا .

رواه أحمد ( 2 \ 275 ) ، والبخاري ( 6304 ) ، ومسلم ( 198 ) ، والترمذي ( 3597 ) ، وابن ماجه ( 4307 ) .


و (قوله : " لكل نبي دعوة مستجابة ") أي : مجابة ، والسين زائدة ، يقال : أجاب واستجاب ، قال : فلم يستجبه عند ذلك مجيب . أي : لم يجبه . ومعناه : أنهم عليهم السلام لهم دعوة في أممهم هم على يقين في إجابتها بما أعلمهم الله تعالى ، ثم خيرهم في تعيينها ، وما عداها من دعواتهم يرجون إجابتها ، وإلا فكم قد وقع لهم من الدعوات المجابة ؟ وخصوصا نبينا - صلى الله عليه وسلم - ، فقد دعا لأمته بألا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ، وألا يهلكهم بسنة عامة فأعطيهما . وقد منع أيضا بعض ما دعا لهم به ; إذ قد دعا ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعها ، وهذا يحقق ما قلناه من أنهم في دعواتهم راجون الإجابة ، بخلاف هذه الدعوة الواحدة ، والله تعالى أعلم .

[ ص: 454 ] و (قوله : " فهي نائلة إن شاء الله تعالى ") نائلة ، وأصله من نال الشيء إذا ظفر به ، ودخول الاستثناء هنا كدخوله في قوله تعالى : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين [ الفتح : 27 ] وسيأتي القول فيه في قوله - عليه الصلاة والسلام - : " وإنا إن شاء الله بكم لاحقون " في الطهارة .

التالي السابق


الخدمات العلمية