المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
315 (66) باب

من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح ولا قربة في الآخرة

[ 159 ] عن عائشة ; قالت : قلت : يا رسول الله ! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين ، فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا ينفعه إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .

رواه أحمد ( 6 \ 93 ) ، ومسلم ( 214 ) .


[ ص: 459 ] (66) ومن باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح

(قول عائشة : " هل ذلك نافعه ؟ " معناه : هل ذلك مخلصه من عذاب الله المستحق بالكفر ؟ فأجابها بنفي ذلك ، وعلله بأنه لم يؤمن . وعبر عن الإيمان ببعض ما يدل عليه وهو قوله : " لم يقل : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " . ويقتبس منه أن كل لفظ يدل على الدخول في الإسلام اكتفي به ، ولا يلزم من أراد الدخول في الإسلام صيغة مخصوصة مثل كلمتي الشهادة ، بل أي شيء دل على صحة إيمانه ومجانبة ما كان عليه اكتفي به في الدخول في الإسلام ، ولا بد له مع ذلك من النطق بكلمتي الشهادة ، فإن النطق بهما واجب مرة في العمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية