المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
329 [ 167 ] وعن مصعب بن سعد ; قال : دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض ، فقال : ألا تدعو الله لي يا ابن عمر ؟ فقال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا تقبل صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول ، وكنت على البصرة .

رواه أحمد ( 2 \ 57 ) ، ومسلم ( 224 ) ، والترمذي ( 1 ) .


و (قوله : " لا يقبل الله صلاة بغير طهور ") دليل لمالك وابن نافع على قولهما : إن من عدم الماء والصعيد لم يصل ، ولم يقض إن خرج وقت الصلاة ; لأن عدم قبولها لعدم شرطها يدل على أنه ليس مخاطبا بها حالة عدم شرطها فلا يترتب شيء في الذمة ، فلا تقضى ; وعلى هذا فتكون الطهارة من شروط الوجوب . واختلف أصحاب مالك في هذه المسألة لاختلافهم في هذا الأصل ، وسيأتي إن شاء الله تعالى .

[ ص: 479 ] و " الغلول " هنا : الخيانة مطلقا ، والمال الحرام . وذكر ابن عمر هذا الحديث لابن عامر حين سأله في الدعاء ، إنما كان على جهة الوعظ والتذكير ، حتى يخرج عن المظالم ، وكأنه يشير له إلى أن الدعاء مع الاستمرار على المظالم لا ينفع ، كما لا تنفع صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول .

و (قوله : " وكنت على البصرة ") تنبيه على الزمان الذي تعلقت به فيه الحقوق ، حتى يحاسب نفسه على تلك المدة ، فيتخلص مما ترتب عليه فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية