المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3760 [ 1899 ] وعن أبي موسى قال: احترق بيت على أهله بالمدينة من الليل، فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال: إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم.

رواه أحمد (4 \ 399) والبخاري (6294) ومسلم (2016) وابن ماجه (3770).
[ ص: 283 ] و(قوله: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدح لبن من النقيع ليس مخمرا ) اختلف في رواية هذا الحرف الذي هو( من النقيع ) فأكثر الرواة واللغويين على أنه بالنون والقاف. وقال الهروي : هو وادي العقيق على عشرين فرسخا من المدينة ، وهو الذي حماه عمر - رضي الله عنه - لنعم الصدقة. وقال الخطابي : هو القاع. قال غيره: وأصله كل موضع يستنقع فيه الماء. وقد رواه أبو بحر سفيان بن العاصي بالباء الموحدة.

[ ص: 284 ] قال الخليل : البقيع بالباء: الأرض التي فيها شجر شتى. وأما بقيع الغرقد ، وبقيع بطحان فبالباء الموحدة. ويحتمل أن يريد واحدا منهما على رواية أبي بحر ، والله تعالى أعلم.

و( المخمر ): المغطى. والتخمير: التغطية.

وشربه - صلى الله عليه وسلم - من الإناء الذي لم يخمر دليل على أن ما بات غير مخمر ولا مغطى، أنه لا يحرم شربه ولا يكره، وهذا يحقق ما قلناه: من أن المقصود الإرشاد إلى المصلحة، والله تعالى أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية