المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
331 (2) باب

في صفة الوضوء

[ 169 ] عن حمران مولى عثمان ; أن عثمان بن عفان دعا بوضوء ، فتوضأ ، فغسل كفيه ثلاث مرات ، ثم مضمض واستنثر ، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ، ثم مسح رأسه ، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ، ثم غسل اليسرى مثل ذلك ، ثم قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم قام فركع ركعتين ، لا يحدث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه .

قال ابن شهاب : وكان علماؤنا يقولون : هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة .

رواه أحمد ( 2 \ 59 ) ، والبخاري ( 164 ) ، ومسلم ( 226 ) ، وأبو داود ( 106 - 110 ) ، والنسائي ( 1 \ 64 - 65 ) .


[ ص: 480 ] (2) ومن باب صفة الوضوء

(قوله : " ثلاث مرات ") هو تعديد الغسلات لا تعديد الغرفات كما ذهب إليه بعضهم ، وليس بشيء ; إذ لم يجر للغرفات في هذا الحديث ذكر ، وإنما قال : " غسل يديه ثلاث مرات " . وثلاث : منصوب نصب المصدر لإضافته إليه فكأنه قال : غسلات ثلاثا ، ومن ضرورة ذلك تعديد الغرفات . والمضمضة : وضع الماء في الفم ، وخضخضته فيه ، والاستنثار : إيصال الماء إلى الأنف ونثره منه بنفس أو بأصبعيه ، وسمي : استنثارا بآخر الفعل ، وقد يسمى : استنشاقا بأوله ، وهو استدعاء الماء بنفس الأنف .

و (قوله : " هذا الوضوء أسبغ ") أي : أكمل ، والدرع السابغ : الكامل ، وقد يقال على هذا ، فكيف يكون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد ، ولم يذكر فيه [ ص: 481 ] مسح الأذنين ؟ والجواب : أن اسم الرأس تضمنهما ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية