المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
337 [ 170 ] وعن أبي أنس ; أن عثمان توضأ بالمقاعد فقال : ألا أريكم وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ثم توضأ ثلاثا ثلاثا .

رواه أحمد ( 1 \ 57 ) ، ومسلم ( 230 ) .


و " المقاعد " : دكاكين ومواضع كانوا يقعدون عليها ، وكانت بقرب المسجد .

و (قوله : " ثلاثا ثلاثا ") تمسك به الشافعي في استحبابه تكرار مسح الرأس بمياه متعددة كالأعضاء المغسولة . وخالفه في ذلك مالك وأبو حنيفة ، ورأيا : أن هذا اللفظ مخصص ، أو مبين بما ورد من حديث عثمان نفسه ، حيث ذكر أعضاء الوضوء مفصلة ، وقال فيها : " ثلاثا ثلاثا " ، ولم يذكر لمسح الرأس عددا ، وليس في شيء من أحاديث عثمان الصحاح ; ذكر أنه - عليه الصلاة والسلام - مسح رأسه ثلاثا على ما قاله أبو داود ، بل قد جاء في حديث عبد الله بن زيد : أنه " مسح رأسه مرة واحدة " ، وعضدا هذا بإبداء مناسبة ، وهي : أن المسح شرع تخفيفا ، وفرض مشروعية التكرار فيه تثقيل ، فلا يكون مشروعا .

و (قوله : " عن أبي أنس ") هو مالك بن أبي عامر الأصبحي ، قال أحمد بن حنبل : وهم وكيع في قوله : عن أبي أنس ، وإنما هو أبو النضر عن بشر بن سعيد عن عثمان ، وقال الدارقطني : هذا مما وهم فيه وكيع عن الثوري ، وخالفه بقية أصحاب الثوري الحفاظ فرووه عن الثوري ، عن أبي النضر ، عن بشر بن سعيد ، عن عثمان .

و (قوله : " لا يحدث فيهما نفسه ") أي : حديثا مكتسبا له ; بحيث يتمكن من إيقاعه ودفعه ، فأما ما لا يكون مكتسبا للإنسان ، فلا يتعلق عليه ثواب ولا عقاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية