المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3804 (9) باب في أكل الدباء والقديد

[ 1927 ] عن أنس بن مالك قال: إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير، ومرقا فيه دباء وقديد، قال أنس: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ.

وفي رواية: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من ذلك الدباء ويعجبه، قال: فلما رأيت ذلك; وجعلت ألقيه إليه، ولا أطعمه. قال أنس: فما زلت يعجبني الدباء.

وفي أخرى: قال أنس: فما صنع لي طعام بعد أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع.

رواه البخاري (2092) ومسلم (2041) (144 و 145) وأبو داود (3782) والترمذي (1850).
[ ص: 314 ] (9 و 10) ومن باب أكل الدباء والقديد والتمر

الدباء: اليقطين. واحده: دباءة - ممدود - وقد حكى فيه القصر: ابن السراج ، وليس معروفا، وعليه فيكون واحده دبأة.

و(قول أنس : وجعلت ألقيه إليه ) دليل على جواز مناولة بعض المجتمعين على الطعام لبعض شيئا منه، ولا ينكر على من فعل ذلك; وإنما الذي يكره: أن يتناول شيئا من أمام غيره، أو يتناول من على مائدة من مائدة أخرى، فقد كرهه ابن المبارك .

و( تتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - الدباء من حوالي القصعة ): إنما كان ذلك لأن الطعام كان مختلفا، فكان يأكل ما يعجبه منه - وهو الدباء - ويترك ما لا يعجبه - وهو القديد - وقد قدمنا جواز ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية