المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3818 (13) باب

الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، واجتناء الكباث الأسود

[ 1936 ] عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين.

وفي رواية: من المن الذي أنزل الله على موسى.

رواه البخاري (4478) ومسلم (2049) (159 و 160) والترمذي (2068) وابن ماجه (3454).
و(قوله: الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل ) الكمء للمفرد، [ ص: 324 ] والكمأة للجمع، على عكس شجرة وشجر. هكذا حكى أهل اللغة، وظاهر هذا اللفظ: أنها مما أنزل الله على بني إسرائيل مما خلقه الله تعالى لهم في التيه، وذلك أنه كانوا ينزل عليهم في أشجارهم مثل السكر. ويقال: هو الطرنجبين، وهو المن في قول أكثر المفسرين. وعلى ظاهر هذا الحديث تكون الكمأة أيضا مما خلق لهم في مواضع نزولهم. وقيل: الكمء من المن، بمعنى: يشبهه من حيث أن الكمأة تطلع من عند الله تعالى من غير كلفة منا ببذر، ولا حرث، ولا سقي، كما أن المن ينزل عليهم عفوا من غير سبب منهم.

و(قوله: وماؤها شفاء للعين ) قال القاضي : قال بعض أهل العلم بالطب في معنى هذا الحديث: إما لتبريد العين من بعض ما يكون فيها من الحرارة فتستعمل بنفسها مفردة، وإما لغير ذلك فمركبة مع غيرها.

التالي السابق


الخدمات العلمية