المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3824 (14) باب: نعم الإدام الخل

[ 1938 ] عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم. فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به، فجعل يأكل به ويقول: نعم الأدم الخل، نعم الأدم الخل.

رواه مسلم (2052) (166) وأبو داود (3820) والترمذي (1840 - 1843) والنسائي (7 \ 14) وابن ماجه (3317).
[ ص: 326 ] و(قوله: نعم الإدام الخل ) الإدام: كل ما يؤتدم به; أي: يؤكل به الخبز مما يطيبه، سواء كان مما يصطبغ به كالأمراق والمائعات، أو مما لا يصطبغ به، كالجامدات: كاللحم، والبيض، والجبن، والزيتون، وغير ذلك. هذا معنى الإدام عند الجمهور من الفقهاء والعلماء سلفا وخلفا.

وشذ أبو حنيفة وصاحبه أبو يوسف ، فقالا في البيض، واللحم المشوي، وشبه ذلك مما لا يصطبغ به: ليس شيء من ذلك بإدام. وينبني على هذا الخلاف الخلاف فيمن حلف ألا يأكل إداما فأكل شيئا من هذه الجامدات فحنثه الجمهور، ولم يحنثه أبو حنيفة ولا صاحبه.

والصحيح: ما صار إليه الجمهور، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - وقد وضع تمرة على كسرة وقال: (هذه إدام هذه)، وبدليل قوله أيضا - وقد سئل عن إدام أهل الجنة أول ما يدخلونها - فقال: (زيادة كبد الحوت).

التالي السابق


الخدمات العلمية