المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3832 (18) باب: يخبأ لمن غاب من الجماعة نصيبه

[ 1943 ] عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أحد منكم طعام؟ فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبيع أم عطية؟ أو قال: أم هبة؟ قال: لا، بل بيع. فاشترى منه شاة فصنعت، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى. قال: وايم الله، ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاه، وإن كان غائبا خبأ له. قال: وجعل قصعتين، فأكلنا منهما أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين، فحملته على البعير. أو كما قال.

رواه أحمد (1 \ 197) والبخاري (2618) ومسلم (2056).
و(قوله: مشعان طويل ) هو بضم الميم، وشين معجمة، وتشديد النون; أي: منتفش الشعر. يقال: اشعان الشعر اشعينانا: إذا انتفش.

و( سواد البطن ) هو الكبد. وقيل: هو جميع الحشا، وفيه بعد.

( وايم الله ): قسم بيمن الله وبركته، وألفه ألف وصل، وفيه لغات قد ذكرت، وهذا قول سيبويه . وقال الفراء : ألفه ألف قطع، وهي عنده: جمع يمين. والذي قاله سيبويه أولى سماعا، وقياسا بدليل الحذف الذي دخل الكلمة في اللغات التي رويت فيها.

و( حز ): قطع. والحزة، بضم الحاء: القطعة. وفي هذا الحديث شاهدان بنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحدهما: في الكبد، والثاني: في الشاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية