المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3861 (3) باب من لبس ثوب حرير غلطا أو سهوا نزعه أول أوقات إمكانه

[ 1979 ] عن جابر بن عبد الله قال: لبس النبي صلى الله عليه وسلم يوما قباء من ديباج أهدي له، ثم أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر بن الخطاب، فقيل: أوشك ما نزعته يا رسول الله. فقال: نهاني عنه جبريل. فجاءه عمر يبكي فقال: يا رسول الله، كرهت أمرا وأعطيتنيه، فما لي؟ فقال: إني لم أعطكه لتلبسه، إنما أعطيتكه تبيعه. فباعه بألفي درهم.

رواه أحمد (3 \ 383) ومسلم (2070) والنسائي (8 \ 300).
[ ص: 397 ] (3) ومن باب من لبس ثوب حرير غلطا أو سهوا نزعه أول أوقات إمكانه

قول جابر - رضي الله عنه -: ( لبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء من ديباج ) كان هذا اللباس منه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحرم الحرير، ثم لما لبسه أعلم بالتحريم، فخلعه مسرعا، وقد دل على هذا قوله: ( نهاني عنه جبريل ) و( أوشك ) معناه: أسرع.

و(قوله: أوشك ما نزعته ) كذا وقع في بعض روايات مسلم : أوشك. وعند بعضهم: قد أوشك. وهو كلام غير مستقيم. وصوابه - والله أعلم -: ما أوشك ما نزعته! على جهة التعجب، فسقطت (ما) عند بعضهم، وتصحفت بـ (قد) عند آخرين. ودلالة هذا الحديث على مقتضى الترجمة واضحة.

و( القباء ) و( الفروج ) كلاهما ثوب ضيق الكمين، ضيق الوسط، مشقوق من خلفه، يتشمر فيه للحرب والأسفار.

التالي السابق


الخدمات العلمية