المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
345 (4) باب

ما يقال بعد الوضوء

[ 179 ] عن عقبة بن عامر ; قال : كانت علينا رعاية الإبل ، فجاءت نوبتي ، فروحتها بعشي ، فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما يحدث الناس . فأدركت من قوله : ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، مقبل عليهما بقلبه ووجهه ، إلا وجبت له الجنة قال : فقلت : ما أجود هذه ! فإذا قائل بين يدي يقول : التي قبلها أجود ، فنظرت فإذا عمر . قال : إني قد رأيتك جئت آنفا . قال : ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء .

رواه أحمد ( 4 \ 146 و 153 ) ، ومسلم ( 234 ) ، وأبو داود ( 169 و 170 ) ، والترمذي ( 55 ) ، والنسائي ( 1 \ 92 - 93 ) .


(4) ومن باب ما يقال بعد الوضوء

(قول عقبة : " كانت علينا رعاية الإبل ") يعني : إبل الصدقة المنتظر بها تفريقها ، أو الإبل المعدة لمصالح المسلمين .

و (قوله : " فروحتها بعشي ") يعني : رددتها إلى حيث تبيت . والمراح - بضم الميم - : مبيت الماشية .

[ ص: 495 ] وفي هذا الحديث ما يدل على أن الذكر بعد الوضوء فضيلة من فضائله ، وعلى أن أبواب الجنة ثمانية لا غير ، وعلى أن داخل الجنة يخير في أي الأبواب شاء ، وقد تقدم استيعاب هذا المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية