المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
3901 [ 2001 ] وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني اتخذت خاتما من فضة ونقشت فيه: محمد رسول الله، فلا ينقش أحد على نقشه.

رواه البخاري (5876) ومسلم (2092).
[ ص: 410 ] و(قوله: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما من ذهب، ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتما من ورق ) الحامل له صلى الله عليه وسلم على اتخاذ الخاتم السبب الذي ذكره أنس : من أنه لما أراد أن يكتب إلى كسرى ، وقيصر ، والنجاشي ، وقيل له: إنهم لا يقرؤون كتابا إلا مختوما; اتخذ الخاتم ليختم به . هذا هو المقصود الأول فيه، ثم إنه جعله في يده مستصحبا له حفظا وصيانة من أن يتوصل إليه غيره. ولذلك منع من أن ينقش أحد [ ص: 411 ] على نقشه، فإنه إذا نقش غيره مثله اختلطت الخواتم، وارتفعت الخصوصية، وحصلت المفسدة العامة. وقد بالغ أهل الشام ، فمنعوا الخواتم لغير ذي سلطان.

وقد أجمع العلماء على جواز التختم بالورق على الجملة للرجال. قال الخطابي : وكره للنساء التختم بالفضة; لأنه من زي الرجال، فإن لم يجدن ذهبا فليصفرنه بزعفران، أو شبهه.

التالي السابق


الخدمات العلمية